فزت وربّ الكعبة !
بهذا الإعلان العظيم إختتم أمير المؤمنين الإمام علي عليه السّلام حياته الّتي إبتدأت في بيت الله وإنتهت في بيت الله، وما بين المبدأ والمنتهى كانت سجدة طويلة لله
يعلن الفوز في وقت عظيم، ومكان أعظم، وطريقة ظلّت تهزّ أركان التّاريخ.
لم أعرف أو أسمع عن حاكم يتمّ إغتياله في عاصمته ويُقسم بربّ الكعبة ويقول: "فزت".
أيّ فوز يتحدّث عنه علي بن أبي طالب كرّم الله وجهه ؟
أنا أقسم بربّ الكعبة أن لو إجتمعت كلّ قواميس السّياسة والحكم في العالم لما إستطاعت أن تحيط بمعنى هذا الفوز.
إشترك في ثمانين غزوة وصرع فبها أبطال العرب وصناديدهم ولم يقل فزت !
بايعه النّاس على الخلافة في مشهد لم يسبق لايّ خليفة أن مرّ به، ولم يقل فزت ! بل قال: "إتّخذوني وزيراً لا أمير !
منذ سنين كلّما أمرّ على هذه الكلمة فزت وربّ الكعبة أشعر أنّ كلّ منظومتي الفكرية تهتزّ، إذا كان عليّ عليه السّلام هو الفائز، فمن الخاسر ياترى ؟!!
الفوز والخسارة في قاموس عليّ يرسمان لوحة الإنسانية الّتي أرادها الله أن تستخلفه في عالم الوجود.
فليراجع كلّ منّا فوزه و خسارته ويعرضهما على قاموس عليّ عليه السّلام.
عظّم الله أجوركم.
فاز علي.
وخسرت الإنسانية فقده وربّ الكعبة.
__________الشّيخ محمود الجيّاشي_________