11‏/08‏/2021

العقل يُسقط الأقنعة.

  كتبت هذه التّدوينة بتاريخ 09 أوت 2014  

لكلّ عصر تعريفاته وقد يكون التّعريف يعني نفس المعنى ولكنّه يختلف في اللّفظ ومثال ذلك عبارة المسيحيّة المتعارف عليها في عصرنا الحديث وهي نفسها النّصرانيّة التي إستعملها القرآن الكريم.

وفي عصرنا الحديث نتحدّث كثيرا عن الوطنيّة بمعنى حبّ الوطن والإخلاص له وفداءه بالرّوح والمال والدّم وتكون الوطنيّة خالصة للوطن عندما تكون مقترنة بإحترام هويّته الغالبة والمتعارف عليها فلا يكون وطنيّا من إنسلخ عن مرجعيّات بلاده الأساسيّة في محاولة تطاوليّة لتغييرها بما لا يناسبها، كاليسار الشّيوعي مثلا، فمثل هذا مهما تبجّح بالوطنيّة وتباكى في حبّ الوطن لا يعدو أن يكون منافقا متنكّرا لغرض في نفسه.

الوطنيّة كان لها وصفا آخر في عهد الرّسول الأعظم عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام حيث لم يكن الولاء الأسمى للوطن بل للرّسول والإسلام الوليد ويُقيّم الشّخص آنذاك بمدى حبّه ووفائه وخدمته لله ولرسول الله عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام وقد تكوّنت مجموعة حول الرّسول تنطبق على أفرادها هذه المواصفات متميّزين على غيرهم بالإيمان العميق والإستعداد للفداء والتّضحيّة بالغالي والنّفيس والرّوح من أجل دين الله وتأييدا لرسوله الذي ميّزهم عليه وعلى آله الصّلاة والسّلام وإعتبرهم أصحابه فأصبحت عبارة "أصحاب الرّسول" تعني أفرادا مُلئت قلوبهم بحبّ الله وحبّ الرّسول وحبّ الدّين الإسلامي قولا وعملا وهم غير الصّحابة عامّة فالصّحابي هو من عاصر الرّسول وبدى عليه الإيمان بنطق الشّهادتين، وقد يكون كذلك أو قد يكون منافقا لغرض في نفسه وهو في الحاتين في مستوى فيه أخذ وردّ في ما يخصّ المواقف من المبادئ.

أصحاب الرّسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله إعتبرهم رسول الله كالنّجوم الهاديّة للبشر "أصحابي كالنّجـــوم بأيّهم إقتديتم إهتديتم" وهذا الوصف مقيّد بمجموعة مميّزة عن غيرها ولايشمل جميع الصّحابة.

كان بين عبد الرّحمن بن عوف وبين خالد بن الوليد شيء، فسبّه خالد، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تسبّوا أحدا من أصحابي، فإنّ أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه).

الفرق واضح بين صاحبٍ لرسول الله (عبد الرّحمان بن عوف) وواحد من الصّحابة (خالد بن الوليد).

والحال كحالنا..

علينا التّمحيص للتّعرّف على الوطني الحقيقي بين مدّعين كثر للوطنيّة قبل تسليمه أمانة الحفاظ على وطننا، فإذا أخطأنا فالذّنب ذنبنا، وإن خدعنا بنفاقه فما كان له أن يفعل لولا سذاجتنا لأنّ للمنافقين زلاّت تفضحهم لو دقّقنا في أفعالهم وأقوالهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Back To Top