13‏/08‏/2021

الإرهاب.. والإرهاب.

  كتبت هذه التّدوينة بتاريخ 02 جويلية 2014  

تقبّل الله صيامكم وقيامكم.

جعل الله النّاس شعوبا وقبائل يعمّرون الأرض وأرسل لهم الأنبياء والرّسل يهدوهم سبل الرّشاد فمنهم من آمن بالحقّ وإهتدى ومنهم من إستقوى للباطل وطغى..

وإنقسمت جغرافيّة الأرض لدول تنوّعت مبادئها وإنتمائاتها وفي الغالب يكوّن سكّان كلّ دولة مجموعة متناسقة لها تاريخها ولغتها ودينها..

وبالنّسبة للمسلمين الذين تمكّنوا في فترة ما من تكوين دولة واسعة المساحة تضمّ شعوبا وقبائل تدين جميعها بالإسلام العظيم وتدافع عنه وتخضع لتعاليمه في تنظيم حياتها حتّى أصبح الدّين الإسلامي هو الرّكيزة الأساسيّة لحياتهم ورغم ما حصل من إنقسامات وتغلغل للجهل وولادة دويلات متعدّدة من صلب الدّولة الكبرى جذب الطّامعين لإستعمار غالبها والسّيطرة على مقدّراتها بالحديد والنّار وإستعباد سكّانها ونهب خيراتها والعمل على تغيير هويّتها إلاّ أن الإسلام بقي صامدا فيها وكان الدّافع الأهمّ في قيام حركات التّحرّر لمقاومة قوّات الإحتلال الغازيّة ومقارعتها حتّى هزيمتها وطردها من الأرض..

وكان الأمل الشّعبي آنذاك حالما بحياة جديدة حرّة على أرض لا حكم فيها لغير الله من أجل عودة شموخ الحياة الكريمة لولا تسلّل أطراف إنتهازيّة عميلة للإستعمار المنهزم فرضت نفسها بالخبث لتحطيم الأمل الحالم..

وقد نجحت فلم يعد للتّحرّر معنى حيث تبيّن أنّه مجرّد وهم فالمحتلّ عاد من جديد متنكّرا ومسنودا بأعوان أسمائهم كأسمائنا ولهجتهم لهجتنا ويقولون أنّهم مسلمون مثلنا. يحزّ في نفس مواطن مسلم عربيّ يعيش على أرض تنتمي لما ينتمي وتتنفّس كما يتنفّس أعادها من ذلّ الإحتلال بدماء شهدائه وضحّى من أجلها أن يجد كلّ تضحيّاته تنهب منه ويفقد أساسيات الحياة الكريمة ويصبح الإختيار ملكا لشذّاذ آفاق في هجمة جرذانيّة علمانيّة شيوعيّة إستعماريّة إنتهازيّة تقضم من جسده بلا شفقة ولا رحمة وتنعته بما ليس فيه وتنسب له ما تخترعه مخيّلات مريضة من أجل إركاعه والإنقضاض على أملاكه وأرضه ودينه..

فإذا تحرّك مقاوما رشقوه بتهمة الإرهاب بينما الإرهاب الحقيقي هو ما يقومون به وما يفتيه لهم أسيادهم لتحقيق مصالحهم..

الإرهاب الحقيقي هو وقاحتهم في إغتصاب آمال الشّعوب المستضعفة وإستماتتهم للوصول لأغراضهم الدنيئة بكلّ الوسائل الغير شرعيّة فيصل بهم الفساد لتشويه الركيزة الأساسيّة للنّاس وهو دينهم فيقلبون سماحته وعدله ورحمته لتخلّف ورجعيّة وظلاميّة..

إن الإرهاب الذي يتحدّثون عنه هو إرهاب تولّد من إرهاب لمقاومة ذلك الإرهاب.. ويبقى الفرق بينهما واضح لمن يريد الوضوح..

إرهاب من أجل التّسلّط والطّغيان وسلب الحقوق.. أعماه الطّمع وحبّ التّملّك والسيطرة والنّهب والسّلب وإستعباد النّاس.

وإرهاب سببه عدم قبول كلّ ذلك.

وقال شاعرنا العبقري أبو القاسم الشّابّي:

إنّ السّــلام حقيـــقة مكذوبـة

والعدل فلسفة اللهيب الخابي

لا عدل إلاّ إن تعـادلت القـوى

وتصــادم الإرهاب بالإرهـاب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Back To Top