14‏/08‏/2021

الهويّة المقدّسة.

   كتبت هذه التّدوينة بتاريخ 01 جويليّة 2014  

تقبل الله صيامكم وقيامكم.
المعلوم أنّ تونس تضمّ شعبا غالبيّته الغالبة من المسلمين النّاطقين بالعربيّة ودستورها سواء القديم أو الحديث ينصّ على إسلامها وعروبتها.
وهذا يسمّى "الهويّة".
هويّتنا واضحة وشاملة ومدسترة ومقنّنة ويمكن إعتبارها من المقدّسات التي يُمنع المساس بها وقد جاهد أجدادنا كلّ من حاول تغييرها من مستعمر ومندسّ وعميل ومع ذلك في هذا الزّمن البليد نجد متطاولين على الهويّة التّونسيّة وبإسم الحرّيّة يعملون علنا على التّشكيك فيها بعد أن إستسلموا لهويّات منافسة قادمة من وراء البحار والمحيطات والمشكل أن هؤلاء محسوبين على الشّعب وخارجين من عمقه ويدّعون الوطنيّة وإنتمائهم للإسلام.
لست ممن يشجّعون على القمع وتكميم الأفواه ولكنّى مع حماية ممتلكات الشّعب، والهويّة من الممتلكات الأسمى قبل الثّروة والأرض فهي المؤشّر الأقوى للوحدة الوطنيّة، وحمايتها يستجوب تشريع قوانين ثوريّة لا تخضع للضّعف أمام المروّج غوبلزيّا بنوايا شيطانيّة عن حرّيّة التّعبير والدّيمقراطيّة وحرّيّة الضمير وهالمّا جرّا.
وإلاّ كيف يُسمح إعلاميّا بتمرير أفكار معاديّة لهويّتنا تحاول أقلمة التّفسّخ الأخلاقي بإسم حرّيّة التّعبير حيث نرى من هبّ ودب من الحثالة يتمرّغ بدون حياء أمام عيوننا على شاشات التّلفاز تتعرّى في تمرّغها النّساء ويتميّع في تمرّغه الرّجال فتشتّتت مجالس العائلات هربا من هذا الإسفاف وتأقلمت أخرى فنزعت رداء الأخلاق والقيم.
أو سيطرة مالا نفهم من عبارات متفرنسة تستبيح مكان لغتنا الأم وتقزّمها بدعوى الثّقافة وما هي إلاّ عمالة وفي أقلّ الحسابات خضوع متعمّد للمستعمر الذي مرّ على أرضنا أو هو فعل يحاول إنجاح ما فشلت فيه فرنسا طيلة فترة الإحتلال، وهو في الأخير تحدّ سافر لكلّ تونسيّ يعتزّ بوطنه ولغته. 
أو شرعنة أحزاب تتبنّى نظريات لا ناقة لنا فيها ولا جمل وتمثّل خطرا على الحياة الإجتماعيّة ومقدّسات المواطن بإسم حريّة العمل السّيّاسي.
أو غضّ النّظر عن معاملات مشبوهة مع أعداء الوطن والأمّة بإسم الإنسانيّة تمهيدا لسيطرة تامّة للصّهيونيّة التي تحوم بجندها بحثا عن أصغر الثّغرات للتّسرّب وزرع الفوضى.
أو إشراك بذور الفتنة والتّفرقة والفساد في إتّخاذ القرار بإسم الدّيمقراطيّة المستوردة الفاسدة والمفسدة.
الدّول تصرف المليارات لحماية هويّتها وإغراء الآخرين بها ونحن فينا من يسترزق من أجل خيانة هويّته وهويّة شعبه وأمّته وفيهم أيضا متطوّعون ببلاهة وحمق وإنهزاميّة
بسم الله الرّحمان الرّحيم.
(وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ).
صدق الله العظيم. البقرة الآية 120. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Back To Top